كلمة المشرف على الكرسي

مما يسعد المرء أن المملكة العربية السعودية تتطلع بالدور اللائق بها في الإنتاج الصناعي والتجاري والخدمي في غمار المتغيرات التي أخذت تجتاح معظم دول العالم في الآونة الأخيرة. ومن أبرز هذه المتغيرات التطور السريع في التقنيات، والتعمق في عصر المعلومات، وسيطرة آليات السوق، وانسياب حركة التجارة، وتسارع حركة الاستثمار، وازدياد حدة المنافسة. واستشعاراً للدور الفاعل والمسئولية المتنامية لجامعة الملك عبد العزيز نحو تحقيق هدف خدمة المجتمع في هذا البلد الكريم والإسهام في تقدمه وتطويره، ولذلك فقد قامت الجامعة بتطوير منظومة أنشطتها لتتوافق مع ما يتطلبه تحقيق هذا الهدف، حيث حرصت الجامعة على تبني النشاطات الأكاديمية المتميزة ودعم السبل والوسائل التي تساهم في إنجاحها. ومن هذه الأنشطة إنشاء الكراسي العلمية والتي تتبناها وتنتهجها وتأخذ بها الجامعات العالمية المرموقة في العالم حيث تهدف الكراسي العلمية إلى إثراء المعرفة الإنسانية وتطوير الفكر وخدمة قضايا التنمية واستثمار الموارد المتجددة من التبرعات والأوقاف والهبات، والتي لعبت دوراً مشهوداً في نشر العلم والمعرفة في عصور الحضارة الإسلامية الزاهرة.

وانطلاقاً من التعاون المثمر والإيجابي بين قطاعات المملكة المختلفة، فقد قامت الشركة السعودية للكهرباء مشكورة بدعم كرسي علمي بجامعة الملك عبد العزيز لإدارة الأحمال ورفع كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية، حيث يقدم الكرسي العديد من البرامج التي تشتمل على مجموعة من الإجراءات المتبعة التي تقوم بها الشركة السعودية للكهرباء بالتعاون مع مستهلكي الطاقة، والتي من المؤمل بإذن الله أن تؤدي إلى تخفيض معدل استهلاك الطاقة الكهربائية دون أن تؤثر على نوعية العمل والأداء وبصفة خاصة أثناء فترات ذروة الاستهلاك. بالإضافة إلى تقديم مجموعة من البرامج التي تؤدي إلى الاستخدام الأمثل للطاقة وزيادة كفاءة الإضاءة وعمل أجهزة التكييف. ولأهمية التعريف بهذا الكرسي العلمي ومناقشة موضوعاته، فقد قامت جامعة الملك عبد العزيز بتنظيم ورش عمل وندوات ولقاءات علمية ودعوة المختصين في مجالات الهندسة والكهرباء والطاقة من القطاعين الحكومي والخاص للمشاركة في هذه الأنشطة والتعرف على أهداف الكرسي العلمي والمساهمة في إبداء الرأي والمشورة لإيجاد صيغة تفاهم بين منتجي ومستهلكي الطاقة الكهربائية.

أسأل الله أن يبارك في هذه الجهود، لتعود بالمنفعة المشتركة لجامعة الملك عبد العزيز والشركة السعودية للكهرباء وللمجتمع بكله.